بـــــــ اللـــــــ الرحمـــــــ الرحيم ــن ــــه ــــسم
لا زالت اعترافات علماء الغرب المتخصصين بدراسة الكتاب المقدس بعهديه الجديد و القديم تتوالى بالاعتراف بحقيقة علمية لم يعد بالامكان إخفاؤها عن المؤمنين بالكتاب المقدس, ألا و هي أن النصوص التي يتعبد بها مؤمني اليهود و النصارى ليست إلهية, على الأقل من ناحية الوحي الحرفي لهذه النصوص. ذلك بأن علماء النقد النصي و الأصول التاريخية للكتاب المقدس, باتوا شبه مجمعين على أن أصل هذه النصوص بشري و ليس إلهي, بسبب كثرة وجود الأخطاء اللغوية و التاريخية في هذه النصوص مما رفع عنها صفة القداسة و وضعها تحت مجهر النقد و التشكيك. و لعل أقوى الشهادات على هذه الحقيقة هي التي تأتي من أكثر علماء الكتاب المقدس شهرة أمثال الدكتور بارت إيرمان و الدكتور إيمانويل توف. و نقدم لكم في هذا المقال مقتطفات من أقوال الدكتور إيمانويل توف في مسألة نصوص الكتاب المقدس بعهده الجديد. بعتبر الدكتور إيمانويل توف من أشهر علماء النقد النصي للعهد القديم, و هو أستاذ جامعي في جامعة أورشليم و له كتابات عديدة في في النقد النصي للكتاب المقدس العبري. نقدم لكم مقتطفات من أهم و أشهر كتاب للدكتور توف و هو ” النقد النصي للكتاب المقدس العبري” أو “TEXTUAL CRITICISM OF THE HEBREW BIBLE” و هو كتاب يتضمن أكثر من 500 صفحة و يقدم معلومات موثقة و علمية بحتة عن نصوص و نسخ و تراجم الكتاب المقدس العبري.
يقول الدكتور توف في صفحة 8 من هذا الكتاب, تحت فصل سماه:” الأخطاء, التصحيح و التغيير في الشواهد النصية و النص الماسوري” ما يلي:
” إن معظم النصوص, القديمة و الحديثة, التي انتقلت من جيل إلى آخر تعرضت للتحريف بشكل أو آخر. فيما يختص بالنصوص الحديثة, فإن إمكانية التغيير و التحريف محدودة بسبب قصر المدة بين كتابة النص الأصلي و النسخة الموجودة في زمننا. أما ما يخص النصوص القديمة لا سيما الكتاب المقدس العبري أو ما يعرف بالعهد القديم, فإن الأخطاء موجودة بشكل أكبر بسبب صعوبة وسائل النسخ القديمة و طول المدة بين المخطوطة الأصلية و النسخ المتداولة هذه الأيام. إن العوامل التي أدت إلى وجود الأخطاء هي كثيرة منها:
1- تحول الكتبة من استخدام الحروف العبرية القديمة إلى الحروف العبرية (الأشورية) المربعة
2- رداءة خط النساخ
3- رداءة الأدوات المستخدمة في الكتابة كورق البردى أو الجلد و عدم استواء سطحها مما أدى في كثير من الأحيان إلى الخلط و عدم التمييز بين الحروف المتشابهة. (راجع تدوينة : جداول الأبجدية العبرية لترى التشابه بين كثير من الحروف المربعة)
4- عدم وجود طريقة لضبط نطق الحروف و الكلمات
5- تقارب الكلمات إلى بعضها و عدم وجود فواصل بين الكلمات .( هذه طريقة قديمة اعتمدها نساخ الكتاب المقدس الأوائل)